دنيا قاسية ظالمة تأخذ منا كل من نحب ..
ترمي بنا الى هاويات الأزمان ...
الى أزمان لم يعد فيها الانسان انسان ...
بل بات وحشا يلتهم كل ما يراه امامه كالنيران ...
انسان لا يفتأ عن الحديث عن تلك وذاك ...
في وسط زحمة لم يعد يعرف فيها الأخ أخاه ...
بات انسانا قاسيا شرها اهم ما لديه هو مبتغاه ...
دون اكتراث لما حوله او لمن حوله ...
دنيا فانية نجري ورائها دون وعي ...
دون تفكير بأن آخرتنا سطور في نعي ...
في كفن ابيض قد لا يكون بياض قلوبنا كبياض لونه ...
وقد لا تكون وجوهنا كنقاء عطره ...
آخرتنا
في تراب وحفرة صغيرة لا يشاركنا فيها احد ...
بل سيلقي الآخرون بنا في تلك الحفرة ويمضون ...
ولن يدرون أو يعرفون ...
ما قد يحل بنا من عذاب او نعيم او سموم ...
بل يرحلون ويمضون ويعودون ...
الى تلك الحياة الفانية ...
يجرون وراء ما يأملون ...
وينسون في ساعات من دفنوه ...
ويبقى ذكرى تحت التراب ...
يسعد اناس وآخرون يشقون ...
يأكل اناس وآخرون جائعون ...
ويعيش اناس وآخرون يموتون ...
ولكن يبقى وجه رب العزة والجلالة والاكرام ...
يبقى وسيبقى ويقول هل من مستغفر ..
هل من داع فاجيب ..
فلن ينفعنا في هذه الدنيا ...
سوا رحيم غفور يمحو ما بنا من زلات وعيوب ...
حتى نلقى وجهه دون آثام او ذنوب ...