عذرا سيدي...فانا بكل قباحة الدنيا...حاولت اختراق اسوارك...حاولت الدخول الى عالمك...تجاهلت ضعفي...تجاهلت من أنا ومن أكون...تجاهلت حتى العادات والتقاليد...عذرا سيدي فأنا لم أنتهي من آآخر علامات الطفولة...وأيقن الان اني للان طفله ...حاولت دخول عالما لا يشبه عالمي بشيء...اسواره عاليه ...لا توجد فيه ضوابط...تكثر فيه الالوان...وتختلط فيه المفاهيم...لم استطع الفهم..فأنا كما قلت ...للان صغيرة...وكان عالمي بلونان..أبيض وأسود...تحكمه القوانين..الاعراف...تجعل من الحياة فيه شبه ممله...جذبتني تلك الرائحة المنبعثة من زهور عالمك...تلك الانعكاسات لألوانه على صفحة السماء...لم أذكر حينها الا اني ركضت وراء طيف خفي...لم تؤذيني وقتها الأشواك على حافة الطريق...مع أني كنت عارية القدمين ...لم أشعر بالبرد...وكأني انتعش مع كل نسمة تتخلل جسدي...وكانني انطلق نحو حريتي...نعم ...وصلت هناك...ولم أرى الا ابوابا مغلقة...واسوارا تكاد تكون علو السماء...هناك حيث غلبت على امري وأنا أحاول الدخول...رأيت منفذا ...لا يكفي الا لدخول حشرة ...استرقت النظر...ووجدت ان هناك امورا لا أفقهها ...لا أجيدها...وجدت ان عالمك أصعب...لا اجيد لغة أهله ...واحتاج الى مئات السنين حتى اصبح مثلهم...نعم..مالي أنا وعالمك ؟!!...فعالمي ببساطته ...بلوناه الابيض والأسود ...أجمل...ببرائته أجمل...
الان وبعد أن عرفت أن علي الرجوع الى عالمي...سأعود...اعلم ان تلك الأشواك ستؤذيني...وأن ذالك البرد سيفتك بجسدي...ولكني لا استطيع البقاء طويلا هنا ...على اسوار عالمك ...وانا اعلم جيدا انه حتى لو فتحت ابوابه ...فلن يريحني الدخول اليه...فأنا كمن تتخلى عن وطنها لتبحث عن وطن اجمل...انا تماما كنت سأخطئ خطيئة امينة المفتي...لأندم عمري كله...
عذرا سيدي...فأنا أعلم انك لم تدعوني ...او حتى تستدعيني...أعلم انك عرضت علي البقاء ...وانك ستكرمني كما الضيوف...ولكني ساخسر عالمي ان بقيت اكثر...فلي هناك كثير من الذكريات ...بالابيض والاسود...بورود تخلو من الرائحة...ولكن أتعلم؟؟!!هناك شيء مشترك بيننا ...قمرنا هو قمرك...نعم سانظر اليه كل ليله ..وسارى وجهك يبتسم هناك ...فأبتسم...